لم تسلم الجرة هذه المرة و تكرر المشهد الذي ظل مسيطرا طوال المواسم السابقة حيث رقصات المدربين و حكاية الحقائب الجاهزة و الترحال الذي يقود في النهاية لمتابعة مشهد غريب بتعاقب أكثر من 40 مدربا بالموسم الواحد على 16 ناديا.
 
4 جولات كانت كافية لتطيح ب 5 مدربين من أندية مختلفة و المجال ما يزال مفتوحا لرسم معالم إقالات أخرى جاهزة و من الآن بانتظار تعثر أو تعثرين، حيث يفاوض مسؤولو هذه الفرق سرا مدربين آخرين.
 
أول الضحايا و خارج كل التوقعات كان الجزائري عبد الحق بنشيخة و الذي خرج من بيت الرجاء دون أن يكمل شهرين على رأس عارضته الفنية، وهو الذي أثار نقعا من حواليه بتعاقده مع الفريق تاركا خلفه الدفاع الجديدي الذي قاده لإحراز أو لقب بتاريخه حين توج معه بلقب كأس العرش.
 
و لم يكن حال عبد الرزاق خيري أفضل داخل النادي القنيطري بعد أن عصفت به نتائج بداية الموسم ليجد نفسه مقالا و السبب جمعه لنقطة واحدة من أصل 12 ممكنة.
 
و تخلى أوليمبيك آسفي عن التونسي لطفي رحيم ليعوضه بالمغربي يوسف فرتوت الذي درب الفريق و أقيل من منصبه الموسم المنصرم، في مفارقة أكثر من غريبة، دون أن يشفع لرحيم بلوغه دور الثمانية بمسابقة الكأس و احتفاظه بكل حظوظه للمرور للمربع الذهبي.
 
و استغنى شباب خنيفرة عن المدرب هشام الإدريسي و الذي لم يحالفه الحظ في مواصلة المغامرة التي بدأها الموسم المنصرم، بعد ان قاد الفريق لتحقيق الصعود للمرة الأولى بتاريخه للدوري الممتاز.
 
و كان لخسارة الحسيمة 3 مباريات من أصل 4 مؤخرا دوره الكبير في استبعاد المدرب حسن الركراكي من العارضة الفنية للفريق و تعويضه بالمغربي مصطفى مديح، و الذي رفض عروضا من أندية كثيرة بعد نهاية ارتباطه بحسنية أكادير الموسم المنصرم.
 
و لا يبدو حال مدربين آخرين أفضل بالقادم من الجولات حيث يعيش كل من السكتيوي داخل أكادير و الطوسي داخل الجيش و الفرنسي دوماس مع المغرب الفاسي و العجلاني مع خريبكة نفس المصير و الخطر الداهم الذي يلاحقهم في حال لم يوفقوا في انتشال أنديتهم من المراتب التي تحتلها بالدوري.
 
و فرضت هذه الموجة الكبيرة من الإقالات تدخل اتحاد الكرة المغربي من أجل تسوية وضعية المدربين و أداء مستحقاتهم في ظل رفض مسؤولي الفرق التي استغنت عن خدماتهم الوفاء بالشروط التي يتضمنها العقد، و التأكيد بالمقابل على أن عدم بلوغ نتائج كبيرة يكفي لإقالتهم مع التحلل من أداء المستحقات التي يشترطونها.