رشان اوشي : الحاسة السادسة : صحيفة محبي الهلال السوداني 


 ثلاث نصوص لهم وللوطن

لم يكن اتخاذ قرار بالكتابة الراتبه سهلا، فمسألة ان تشغل مساحة في اخيرة صحيفة لتكتب يتطلب منك قدرا كبيرا من المسئولية والالتزام، ويحتم عليك ان تكون انسانا حقيقيا بمعنى كلمة انسان، ان ترتقي من الضغائن الشخصية وروح الانتقام وتصفية الحسابات، وان تحترم عقل القارئ وتدفع له بالقدر الممكن من الحقيقة والشفافية، وان تسمو عن الصغائر وان كانت دوافعك منطقية، وضعت كل ما ذكرته نصب عيني، وامسكت بالقلم، حقيقة اليوم الاول كان عصيبا بالنسبة لي وانا القادمة من الصحافة الالكترونية التي امضيت عاما كامل في رحاب الفضاء الاسفيري الواسع بلا قيود، ومر اليوم الاول بسلام، وهكذا مرت الايام.
نص أول:
خلال الفترة الماضية وقعت كارثة السيول والفيضانات للعاصمة وبعض الولايات وتسببت في ترك الالالف من سكان الاحياء الفقيرة التي تفتقد لاهم مقومات الخدمات الاساسية والضرورية في العراء،و ظللت في هذه المساحة اتابع بعضا من معاناتهم واتابع جهود الشباب من مبادرة نفير وغيرها من المنظمات الطوعية، حاولت ان اقدم سهمي من خلال الشيئ الوحيد الذي اعرفه وهو الكتابة، لم تكن متاجرة منا بمعاناه الناس كما وصفنا البعض، وانما المحاولة للقيام بدور الصحافة الحقيقي وهو تنوير الرأي العام، وتبصير السلطة بتقصيرها وانتقادها، فهذا الوطن يستحق الافضل، يستحق حكومة افضل، ومعارضة افضل.
ساهمت بعض الدول الشقيقة بإعانات مقدرة لهؤلاء المنكوبين ورغم ان بعضها قد وجد طريقه الي السوق، و تناقلت احاديث المدينة ان دولة قطر الشقيقة قد ارسلت في مساعداتها عدد حوالي خمس الاف خيمة فاخرة تحتوي كل واحدة علي عدد من الاسرة والاغطية الفاخرة والفرش الارضي ومروحة ومولد صغير،ولكنها لم تصل الي المحتاجين حتي الان، فاين ذهبت؟؟ ولماذا لم تصل الي هؤلاء الفقراء المنكوبين؟؟ وهل لانهم فقراء لايستحقون هذه الخيام الفاخرة؟؟ ولذلك تم تحويلها للاغنياء ام ماذا حدث بالضبط؟؟ وعليه نحن ننتظر توضيح المسئولين بالدولة للاجابة علي هذه التساؤلات، ولن نبرح نتابع حقوق المواطن جميعها مهما كانت لان ذلك من أكثر واجبات الصحافة عمقا ،سنقف مع المنكوبين حتى اخر لحظة،احقاق للحق،وانتصارا للضعفاء.
نص ثان:
كم كنت سعيدة ومتماسكة بوجود هؤلاء قربي، وكما يقول المثل(الصديق عند الضيق)، لا انسى كيف احتوتني جدتي الحاجة فاطمه عندما عدت الى البيت ليلتها اشعر ببعض الهزيمة وقليل من القهر، وجدتها تسلتقي على سريرها في (حوش) منزلنا، وجدت ملامحي عليها بعض التغيير، وكعادتها منذ ان حملتني صغيرة من والدتي واصرت على بقائي معاها وتربيتي، كانت تفهم تماما ما يجول بخاطري حتى وان لم اتفوه به، وعادة عندما اتعرض لهزة نفسية في الخارج وما اكثر هزاتي، ان اعود للمنزل وابحث عنها واحكي وافضفض لها حتى وان كانت مشكلة عاطفية، تعودت منها سماعي بدون مقاطعه، دخلت يومها منزلنا ورويت تلك المكالمه الهاتفية التي تلقاها رئيس التحرير بشأن عمودي، وجاء تعليقها على حديثي بكل برود(البمشي في درب بكملو للنهاية، اوعي تتراجعي او تنزلي راسك)، حينها ذرفت الدموع طويلا فرحا وليس حزنا فرحا بكون هذه اسرتي، وفرحا بالاحتواء الذي وجدته من الحبيبه الشفيفة النقية الصادقة صديقتي مزدلفة دكام تلك الانثى الرائعه، ومن الرقيقه سوسن متولي، وطاقم صحيفة الحرة، واستاذي الراقي الحنون محمد الاسباط، ورئيس تحريرنا (بكري المدني)الموقر الذي لم يغمض له جفن حتى عدت مرة اخرى على يمينه، وكل الزملاء الصحفيين ممن هاتفوني وساندوني، وذلك الشاب الذي ان استطعت منحته عمري وازيد عليه (قصي)، اجده امامي كلما ضاقت بي الدنيا وزادت قسوتها، تأكدت حينها ان الدنيا(لسة بخير).
نص أخير:
المرأة توجد مرة واحدة في حياة الرجل، وكذلك الرجل في حياه المرأة، وعدا ذلك ليس إلا محاولات التعويض،ولكنني متأكد من شئ واحد علي الاقل،هو قيمتك عندي..انا لم افقد صوابي بك بعد،ولازلت على يقين بقدر ذكاءك، ونبلك،وجمالك الوجداني ، كنت عذابي وشوقي والشئ الرائع الذي يتذكره الانسان كي يعيش ويعود، اتمنى صفحك وغفرانك.

0 التعليقات :

إرسال تعليق